ثلاثة أشخاص ... أحدهم يدعى(
لا أرى) والثاني(
لاأسمع ) والأخير(
لا أتكلم ) ...
جرى بينهم حواارأشبه بقتال النمل على فتات الخبز ..!! .. وهو كذلك
(
لاأرى )
يقول: إنني أرى ولكني كالذي لا يرى ..
أرى
الأشخاص ولكنني لا أرى مابداخل الأشخاص ..
أرى
النور ولكنني أسدل ستاراً أسوداً فلا أرى ..
أرى
الخيروالنعمة والمال أمامي ولكنني أغمض عيني وأترقب وأطمع بخير و بنعم وبمال أكثر ...
أرى
نفسي في المرآة ولكنني في كل يوم أزداد بشاعة فأفضل كسر المرآة فأصبح كالذي لا يرى....!!!
تقدم(
لا أسمع) وقهقه ضاحكا من خيبة(
لا أرى).. وقال :
إنني أفضل حظا منك يا(
لا أرى) ..
فأنا أسمع وأسمع ...ولا أكتفي بالسماع ..
بل إنني في بعض الأحيان أجذب من حولي لسماع ما أسمع .....
.أسمع
الخير وأسمع
نقيضه .. وغالبا ما يكون الخير عندي مهملاً .. ..
أسمع
النصح الكثير وسرعان ما أقذف به من أحد أعتاب أذني ....
أسمع
الاستغاثات ولكنني لا أبالي كوني أتبع مبدأ (
نفسي نفسي ) فلست أبالي بما قد يحدث حولي ..
.(
لا أسمع) هو أسمي بالرغم من التناقض مع شخصيتي المنصتة أغلب الأوقات !!!!
تنهد (
لاأتكلم) ..تنهيدة من القلب ... تطايرت معها أوراق كانت على الطاولة ..
وضع(
لا أتكلم) يده على خده منصتاً إلى حديث أصدقائه...(
لا أرى) و(
لا أسمع) .....
لفتت التنهيدة نظر أصدقائه وقطعت حديثهما ....
فالتفتوا إلى(
لا أتكلم) قائلين ...
مابالك يا هذا .... لقد مللنا تنهيداتك ...
تكلم أو أكرمنا بسكوتك المعتاد ....
تدحرجت دمعه من عين (
لا أتكلم) وأتبعها بكلمات مرتعشة ... قال(
لاأتكلم) ....
ليتني أملك لسان أحدكما ...
فلي
عينان أنظر بهما إلى كل خير وأيضا أنظر بهما إلى بعض سلبيات زماننا وبــ (
صمت ) ..
ولي
أذنان أنصت بهما إلى كل طيب ولكنني في نفس الوقت أرى من الخبائث الكثير و (
اصمت ) ...
وما يمنعني من درء الشر هو
لساني ...
فأنا أملك
لسان ولكنني
لا أتكلم ...
أرى
الخطأ ولكنني لا أتكلم ..
أسمع
السيئ ولكنني لا أتكلم ...
اسمع
نقاشكما الذي يحوي من الأخطاء كثيراً ولكنني لا أتكلم .....
أشعر
بثقل .. و
بنقص في شخصيتي يمنعني من أن أحرك لساني ...
أشعر أن الجميع
يستصغرونني .. وأن الجميع
يهزأ بي ..
وإنني لا أقوى على فعل شيء سوى
الاستماع والنظر والسكوت .. إذا أنا (
لا أتكلم) ...!!!
وقفتم هنا أخواني وأخواتي ..
وقفتم هنا .. ربما البعض فهم مغزى كل من هؤلاء الأشخاص ..
وربما البعض وقف حائراً غير مستوعب مضمون هذه السطور ..
وقد يكون البعض منكم لم يقرأ سوى أول كلمة وأغلق الصفحة . ....
لا نتسرع ولا نحكم على(
لا أرى ) و(
لا اسمع ) و(
لا أتكلم ) حكما ظالما ً !!!!
لماذا ؟؟؟
لاننا بحكمنا المسبق وقد يكون الظالم نحكم على (
أنفسنا نحن ) ... نعم وأنا أعنيها .. أنفسنا نحن ...
لا أرى ولا أسمع ولا أتكلم هي (
بعض ) نماذج لشخصيات بشريه .... وقد نكون أحد الاشخاص كوننا بشر....
لا أرى : هو أنا أوأنت
ترى الناس بظاهرهم ... وأيضا تحكم عليهم بأجسادهم لا بقلوبهم ...
ترى النور أمامك ولكنك تفضل أن تسدل ستار السواد لتحجب هذا النور ..
إذا أنت متشائم ...لأنك لا ترى سوى السواد ...
ترى الخير والنعم أمامك ولكن عينك التي لا ترى سوى أحلاما وطمعا ترفس النعمة وتطمع بالكثير الكثير القادم عبر الهواء بلا جهد ...
إذا أنت متواكل أيضا ..يعجبك وجهك ومظهرك ولكنك تفاجئ يوم بأن جمالك أصبح بشاعة ...
فتكسر المرآة وتعمي عينيك.... ليس الجمال بأثواب تزيننا إنما الجمال جمال العلم والأدب ..!!!
لا اسمع : هو أنا أو أنت ايضاً...
مستمع جيد ... ولكنك مبرمج على سماع كل قبيح ..
مبرمج على رفض كل طيب ...
تجذب الآخرين لسماع ما تسمعه من خبيث ..
وترمي كل نصح في وحل الطين ...
أناني تعشق ذاتك ..
لا تسمع إلا لنداءات الشر ... إنك تابع للشيطان ..
تنصت له وبه فقط ...
وبالرغم من قوة حاسة السمع لديك إلا أنك لا تسمع ...
لان سماع الشر لا يعد سماعاً يفتخر به ...
لا أتكلم : أظن الإجابة كسابقاتها ... هو أنا أو أنت
أطيب النماذج .. وأكثرها خيرا ...
وزد عليها أكثرهم خجلا وانطواء...
يملك في داخله قلب أبيض... نقي ..
يمتغص حزنا عند رؤيته للأخطاء ...
وفي نفس الوقت هو عاجز عن درءها..
يجتاحه غضب داخلي وبركان عند سماعه كلاما ملوثا ..
ولكنه أيضا عاجز...
يظن أن من حوله يستهزؤون به .. وينتقصونه .. ...
بينما هو في الحقيقة عظيم بقلبه وبصفاء سريرته ...
مشكلته الوحيدة هي لسانه ...
فهو (يخجل) من أن ينصح خشية أن يتم رفض نصيحته ..
يخشى أن يواجه شخصا مخطئا ظنا بأن الأشخاص سيؤذونه إن هو تكلم ...
مما كون لديه نوع من الانطواء الذاتي ...إنسان طيب جدا ... ولكنه( لا يتكلم ) ...!!
عصـــــــارة الحديث هي :
لكم أن تتخيلوا هذا الكون الفسيح المليء بالبشر ..
. يا ترى أي من هذه النماذج الثلاثة هوالطاغي في عالمنا ؟؟
لا أرى ؟
لا أسمع ؟لا أتكلم ؟